مقدمة العقد هي القاعدة التي يُبنَى عليها العقد والتي يتم من خلالها الدخول إلى بنوده ، وفي غالب العقود تتضمن المقدمة مُلخصًا لنشاط وخبرات ومهارات كل طرف للتأكيد على قدرته وأنه مؤهل لتنفيذ الأعمال محل التعاقد.
ولمقدمة العقد أهمية قصوى لكنها ليست من أركان العقد وإنما من مكملاته ومن إتقان الصياغة ..
وتهدف إلى : ـ
- تساعد مستقبلاً في معرفة توجه إرادة الطرفين ونيتهما وأسباب التعاقد لكل طرف .
- ويُستفاد من (تمهيد العقد / أو مقدمته) كقرينة للتدليل على صحة ما يدعيه أي من طرفيه ..
- (الإشارة إلى طبيعة عمل كل طرف وتخصصه وخاصة ما هو داخل في موضوع العقد .. ( هذه الفقرة هامة جدًّا كورقة يستفيد منها المحامي في طلب فسخ العقد وذلك في حالة فشل المتعاقد في الوفاء بالتزاماته لسبب يعود إلى ضعف خبرته أو انعدامها ) .
- في بعض الأحيان ـ وبحسب تقدير المحامي ـ يمكن ذكر الظروف التي أدت إلى التعاقد ، أو مواجهة أحد الأطراف لمشكلة معينة ورغبته في التعاقد لحلها ..( وهذه الفقرة هامة جدا للمحامي لتفسير العقد وتحديد سبب التعاقد وبالتالي ما إذا كان قد تحقق الهدف أو بعضه ... إلخ ).
- تكون المقدمة ضرورية إذا كان العقد متفرع عن عقد آخر ، أو مبني على واقعة سابقة كالصلح مثلاً .. أو حكم قضائي .. إلخ فالمقدمة هي المكان المناسب لذكر هذه الأمور والوقائع لإثبات ارتباط الفرع بالأصل .
- تكون ضرورية إذا كانت هناك مستندات متبادلة ـ مثل العروض ـ والخطابات حول المواصفات ... إلخ وسيتم التعاقد بناءً على ما ورد فيها أو على معطياتها .. فتكون المقدمة هي المكان المناسب لذكرها وذلك بعبارات مجملة بحيث يُشار إليها وإلى تواريخها ، ثم ضمن شروط العقد يتم حصرها والنص على أنها جزء لا يتجزأ من العقد .
- تتضمن المقدمة ، بعد الإشارة إلى ما سبق رغبة أحد الأطراف في موضوع العقد وقبول الطرف الآخر .. (الإيجاب والقبول) ولكن هذا الإيجاب والقبول مبني على شروط العقد التالية .
ملاحظة : ذكر الإيجاب والقبول في مقدمة العقد ثم ذكر الشروط بعد المقدمة هو ما اخترناه فيما نجريه من عقود ، وتكمن أهمية ذلك في تسهيل وتوفير مجال واسع للمحامي لإثبات أن الإيجاب والقبول إنما بني على هذا الشرط أو ذلك .
نشكر كل من يرى ملاحظة على ما سبق تزويدنا به من خلال خدمة"شارك"
مدير عام شبكة المحامين العرب
المحامي / عبدالله الناصري